استكمالا للمقال السابق، أسرد هنا تحليلاتي للحقائق السابق ذكرها:
ترك الثلاثي صفوت الشريف، فتحي سرور وزكريا عزمي أحرارا مطلقي السراح إنما يجعلنا نفكر أن رئيس المجلس العسكري الأعلى يخشى من نتائج إلقاء القبض عليهم، ربما كان صفوت الشريف يملك ما يبتز به المجلس العسكري بيد أننا كمصريين حقا لا نبالي بما يملكه إن نشره على الملأ، بل أنني سمعت أحدهم يقول: "نحن لا نبالي حتى لوكان صفوت يملك تسجيلات لعلاقات جنسية غير شرعية حتي لو كانت شاذة تورط القادة العسكريين، فنحن نسامحهم مسبقا لما سيتم الكشف عنه وكأننا لم نره".
وأيا كان السبب الذي يجعل المجلس العسكري يغض الطرف عن هذا الثلاثي فإن ذلك يزيد من السخط العام لدي المصريين ويجعلهم يشعرون بالقلق على مصير الثورة وخصوصا مع عدم التعرض لآل مبارك حتى الآن.
اعتقال المواطنين المدنيين ومحاكمتهم عسكريا لا يولد الكثير من الاطمئنان لدى شباب الثورة والذين باتوا ممتعضين من طريقة تصرف الجيش مع الاعتصامات فيما سبق من أحداث والآن مما يبدو أنه سيكون منهاجا جديدا فى التعامل مع قضايا الرأي.
أما بالنسبة لقضية الفتنة الطائفية والتي للأسف يستجيب لها الكثير من المثقفين بالوقوع في فخها، ولم يسألو أنفسهم لم ظهرت كل تلك الأشياء الآن بالتحديد ولم يتساءلوا عن امكانية قيام بعض القوى بإثارة الفتنة من أجل إلهاء الناس عن بعض مطالبهم حتى آن آخر ربما يعطي بعض المستفيدين الفرصة ريثما يتخلصوا من أدلة ما عليهم أو يقومو بتهريب ما تبقى من الأموال التي سرقوها من الشعب وترتيب أمورهم في إحدى الدول حتى لا تقوم بتسليمهم لمصر فيما بعد فكما يعلم بعضكم أن الولايات المتحدة الأمريكية مثلا لا تسلم مطلوبين في دول أخرى إذا كانوا حاصلين على الجنسية الأمريكية إلى جانب جنسيتهم الأصلية وربما أمل بعضهم في نسيان شباب الثورة لهم مع مضي الوقت أو على أقل تقذير ضعف همتهم، بيد أن المراقب للأحداث جيدا يدرك أن من قاموا بالثورة أوعى من هذا.
المثير في الأمر أنه مع تسارع كل تلك الأحداث المتلاحقة وبعد أن كانت هناك همهمات خافتة بدأت تعلو بعض الأصوات في الجيش تدعو إلى جانب إسقاط المشير بإعادة النظر في دخل الضباط الصغار، وكأن قيادة القوات المسلحة لا يكفيها ما لديها من مشاكل فقد تفاجأت أيضا في بداية الأسبوع الجاري بموقف الضباط في السويس فأوفدت إليهم اللواء الملا المحبوب لدى كثيرين منهم لاشتهاره بنظافة اليد إلا أنه لم يستطع تهدئتهم وقد دخلو معه في الحوار الذي فتحه بأن أخبرهم أنه هو أيضا دخله صغير لا يتخطى الألفي جنيه فأجايه أحدهم بأنهم معه قلبا وقالبا إن فقط أخبرهم كيف يستطيعوا هم أيضا بمثل ذلك الدخل أن يمتلكوا قصرين كقصريه فأسقط في يده ولملم أشياءه وانصرف!
والآن وجب علينا أن نذكر الجيش بأنه أخذ شرعيته من الشعب فيجب عليه أن يحمي حقوق الشعب ولا ينسى تلك الحقيقة أبدا.
التغييرات الصحفية التي أقرها المجلس لاقت استحسان الشعب المصري ولكنها أثارت تساؤلنا عن التليفزيون وقياداته، هناك أحد الخبثاء الذي يقول أن القيادات الحالية ستعلن تغييرات جهاز الإذاعة والتليفزيون المصري غدا حتي يثبطو العزم عن التظاهر يوم الجمعة وآخر يعتقد أن هناك من يقوم بتعطيل تلك التغييرات لدفع الناس إلي التظاهر والابقاء على حالة الاستعداد لديهم دائما ليس للحفاظ على الثورة التي هي ليست غاية في حد ذاتها ولكن للوصول إلي تحقيق مطالب الشعب من الحرية، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
من أجل كل تلك الأسباب فقد قرر الشعب المصري النزول إلي الشارع مرة أخري والتظاهر من أجل إيصال رسالة مفادها أننا ما زلنا قائمون على مطالبنا.
Twitter: @jan25movement